تأخر الانجاب مشكلة كبيرة، فبمجرد الزواج يبدأ التفكير في موعد حدوث الحمل، وإذا تأخر شهور قليلة تبدأ حالة القلق والخوف والسؤال ماذا نفعل ومن أين نبدأ؟
وسنتعرف خلال السطور القادمة على أسباب تأخر الإنجاب، وأنسب موعد لزيارة الطبيب
ما هو تأخر الانجاب؟
تأخر الإنجاب مشكلة عالمية وهي تمثل نسبة من 10-15% من كل زوجين وهي نسبة كبيرة.
إذا مر على الزواج سنة كاملة في وجود علاقة زوجية متواصلة وفي غياب أي مشكلة لأي من الزوجين دون حدوث حمل، هنا يسمى تأخر انجاب.
والعلاقه الجنسية المنتظمة تكون من مرتين لثلاثة مرات في الأسبوع خلال فترة من 8 شهور إلى سنة.
لكن يوجد حالات استثناء إذا كان سنة الزوجة فوق الـ35 سنة لا ننتظر مرور لمدة سنة أقصى مدة ننتظرها 6 شهور.
وإذا كان سن الزوجة 40 سنة نتحرك فورًا بعد الزواج.
فحوصات أساسية
يجب على جميع المتزوجين إجراء فحص تأخر الإنجاب بعد عام واحد من الزواج، في ظل علاقة زوجية طبيعية ومستمرة دون أخذ أي موانع للحمل.
توجد عدد فحوصات أساسية لابد أن إجرائها في البداية، إضافة إلى أخذ التاريخ المرضي للسيدة حول:
مدى انتظام الدورة الشهرية، وهل أجرت جراحات سابقة أم لا؟ هل تعاني من أي امراض أو مشاكل صحية والأدوية التي تتناولها.
ويجب على الزوج إجراء تحليل للسائل المنوي، ويكون هذا التحليل بعد آخر جماع مع الزوجة بأربعة أيام أو خمسة على الأكثر، أو بعد المعاشرة الزوجية بساعتين،
ويسمى بـ”تحليل ما بعد الجماع”، وعن طريقه يتم فحص حركة الحيوانات المنوية في إفرازات عنق الرحم.
وبالنسبة للزوجة، يجب عليها إجراء الفحص بالأشعة فوق الصوتية ابتداء من اليوم العاشر للدورة لمعرفة هل هناك تبويض أم لا؟ ومتابعة نمو البويضات، وللكشف عن وجود تكيس للمبيض.
بالإضافة إلى عمل أشعة بالصبغة على الرحم والأنابيب، أو منظار تشخيصي الأنابيب؛
وذلك لفحص تجويف الحوض والرحم والمبيضين وقنوات فالوب والكشف عن أي عوائق أو انسداد للحمل.
وهناك مجموعة تحاليل يجب على الزوجة إجرائها؛ للتعرف على أسباب تأخر الحمل وهي:
1- TOXOPLASMA ANTIBODY TITRE IGM، وهذا التحليل خاص بميكروب يمكن أن يجهض الحمل في بعض الحالات، أو يمنع حدوثه.
2- SERUM PROLACTIN، وهو تحليل خاص بهرمون إفراز الحليب، حيث يمكن أن يكون مرتفعًا، وهو ما يؤثر على التبويض.
3- SERUM ANTISPERM TITRE، وهذا التحليل خاص ببعض الأجسام المضادة الموجودة في دم الزوجة، وتقتل الحيوانات المنوية عند قذفها في المهبل.
4- T3ــ T4، وهما تحليلان خاصان بالغدة الدرقية، وهما هرمونان يؤثران على التبويض في حالة زيادتهما أو نقصهما.
اسباب تأخر الانجاب
توجد أسباب كثيرة لتأخر الحمل منها المتعلق بالزوج وأسباب متعلقة بالزوجة.
فكلاهما يتشارك مسئولية تأخر الإنجاب، بعد أن ساد لفترات طويلة أن المرأة وحدها تتحمل مسئولية تأخر الحمل.
والأسباب تنقسم إلى 40% مسئولة عنهم الزوجة، ومن 30-40% الزوج لديه السبب، ومن 20-30% أسباب مشتركة لدى الزوج والزوج
الأسباب المتعلقة بالزوج
الرجل مسئول عن حوالي ٣٠% من حالات تأخر الإنجاب.
ويمكن معرفة سبب تأخر الإنجاب بالنسبة للرجل من خلال تحليل “السائل المنوي”، ولابد أن يتم إجراء هذا التحليل في معمل متخصص للذكورة.
ويعد ارتفاع نسبة تشوهات الحيوانات المنوية، أو قلة في الحركة الأمامية، أو قلة في العدد، أو زيادة في اللزوجة،
أو انعدام لوجود الحيوانات المنوية بالسائل المنوي، من أهم أسباب تأخر الإنجاب وهو ما يكشفه التحليل.
كذلك دوالي الخصية باختلاف درجاتها، والتدخين، والسمنة المفرطة، أو خلل في هرمونات الغدة الدرقية.
أو مشاكل في الجهاز التناسلي مثل انسداد أو غياب الوعاء الناقل أو مشاكل في الكروموسومات، من العوامل التي تؤثر على الحيوانات المنوية وعددها.
ومن أسباب تأخر الإنجاب عند الرجال أيضًا زيادة تكسر المادة الوراثية برأس الحيوان المنوي؛
وهذا السبب كشف الكثير من حالات تأخر الإنجاب غير معلومة السبب وحالات الاجهاضات المتكرر.
الاسباب المتعلقة بالزوجة
والأسباب التي تخص الزوجة متعلقة بالتبويض مثل ضعف التبويض، تكيس المبيضين، بطانة رحم مهاجرة، أو أسباب تتعلق بقناة فالوب مثل انسداد القناة.
وكذلك وجود التهابات مزمنة أو التصاقات بها، وإذا كانت هناك أي مشاكل بالرحم مثل ورم ليفي، التهاب عنق الرحم.
والمجموعة الثالثة من الأسباب وتمثل ربع الحالات، وهي تأخر الإنجاب لأسباب غير معروفة السبب ونلجأ فيها لوسائل الإخصاب المساعدة.
علاج تأخر الانجاب
معظم هذه المشاكل لها علاج، باستثناء مشاكل قليلة ومنها؛ أن تكون السيدة مولودة بدون مبايض أو رحم أو لديها عيوب خلقية في المهبل والرحم، وهذه الحالات إلى حد ما يوجد لهم علاج.
والحالات التي يستحيل علاجها لا تزيد عن 5% في الرجال والسيدات.
وقبل إعطاء أي منشطات يجب أن يطمئن الطبيب على سلامة الزوج، والتأكد من أن الرحم لدى الزوجة سليم، وإجراء الفحوصات الأساسية والمتمثلة في تحليل هرمونات وموجات فوق صوتية.
ويتم إعطاء منشطات للسيدة إذا كان لديها أي مشكلة في التبويض، أو إذا كان الحمل تأخر بدون سبب يتم الاعتماد على المنشطات.
التوقيت الأمثل للحقن المجهري
في حالات كثيرة نجد الزوجين لا يعانون من أي مشكلة على مستوى التحاليل والأشعة والفحص الإكلينكي، ولكن لم يحدث حمل وهنا يسمى تأخر إنجاب غير معلوم السبب.
والعلاج هنا يحتاج تدخل بوسائل إخصاب مساعدة، وهي كثيرة تبدأ بالتلقيح الصناعي حتى حقن المجهري.
والحقن المجهري مرحلة لاحقة قبلها أشياء كثيرة، ففي البداية ننصح الزوجين أولًا بالحمل الطبيعي، فنسبة وجود حمل طبيعي خلال السنة الأولى يصل لـ80%، وخلال السنة الثانية يصل لـ90%.
لكن لابد أن يكون اللايف ستايل للزوجين صحي، بتقليل السمنة والتوقف عن التدخين وشرب السوائل بكثرة، وممارسة الرياضة.
علاوة على البعد عن الضغط العصبي لأنه يسبب اختلال في الدورة الشهرية كما يؤثر على التبويض.
وتوقيت الحقن المجهري مهم جدًا حتى لا نبدأ مبكرًا أو في وقت متأخر. وهناك 5 حالات نحتاج فيهم لإجراء الحقن المجهري، وهم؛
1- المشاكل المتعلقة بالزوج: وهي المشاكل المتعلقة بالحيوان المنوي، مثل؛
قلة عدد الحيوانات المنوية، أو مشاكل بالحركة الأمامية، أو ارتفاع نسبة التشوهات إلى ١٠٠%، أو زيادة تكسر المادة الوراثية برأس الحيوان المنوي.
2- مشاكل بالبويضات والمبيض: مثل ضعف مخزون المبيض، أو وجود تكيسات المبايض التي تعمل على خفض جودة البويضات.
3- وجود مشاكل بالأنابيب: ومنها وجود العيوب الخلقية، أو التهابات شديدة، أو مشكلة بالحركة، أو وجود ارتشاح بالأنابيب، وفي هذه الحالة يجب فصل الأنابيب أولًا قبل البدء في إجراءات الحقن المجهري.
4- بطانة الرحم المهاجرة: وهو أحد الأسباب الرئيسية لتأخر الإنجاب، فيعمل على تكوين التصاقات شديدة بالحوض، وتكوين الأكياس الشيكولاتية، ويعمل على خفض جودة البويضات وحدوث خلل بالمناعة.
5- يوجد احتمالية أخيرة، وهي عدم وجود سبب واضح لتأخر الإنجاب، وكل التحاليل والفحوصات سليمة، وتم عمل منظار بطن ورحم ولا يوجد سبب واضح لتأخر الإنجاب، في هذه الحالة نلجأ للحقن المجهري.
دور المناظير في العلاج
المناظير تلعب دور كبير في علاج حالات العقم، فحوالي من 15-30% تكون غير معلومة السبب، فالزوجين لا يوجد لديهم أي مشاكل تمنع الحمل، وهنا المنظار يحل تلك المشكلة.
إذا كانت التصاقات لا تظهر بسهولة، أو بطانة الرحم المهاجرة، وفي علاج انسداد الأنانبيب مع فك الالتصاقات.
فيجب علاج كل الأسباب وإجراء منظار نطمئن به على الحوض وتجويف الرحم قبل إجراء الحقن المجهري.
وبمجرد حل مشاكل تأخر الحمل مثل الالتصاقات ترتفع نسب نجاح الحقن المجهري.
وفي أغلب الأوقات لا نحتاج للحقن المجهري، ونسبة الحمل الطبيعي بعد المنظار تجاوزت 45% في أول سنة.
هل يعني المنظار عن الحقن المجهري؟
نصائح مهمة
– على الزوجين الاجتماع معًا مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا بما يزيد من فرص الحمل الطبيعي فوق الـ50%.
– زيادة الجماع خلال فترة التبويض والتي تبدأ من اليوم الـ12 للدورة حتى اليوم الـ20.
– لابد أن تعرف الزوجة أن فترة التبويض تبدأ من اليوم الـ12 من أول يوم الدورة، وهنا العلاقة الزوجية تكون يوم بعد يوم بما يزود نسب الحمل الطبيعي حتى 70%.
– عدم تناول أي أطعمة من الخارج والبعد الأكلات السريعة لأنها لها تأثير قاتل على جودة البويضات والحيوانات المنوية.
– كل سيدة ترغب في الحلم عليها الابتعاد عن الفاست فود للحفاظ على جودة البويضات، ومتابعة التبويض، والحرص على الطعام الصحي وانتظام العلاقة الزوجية وكذلك بالنسبة للزوج يحافظ على اللايف ستايل.