اورام الرحم الليفية: اسبابها، اعراضها وطرق علاجها الحديثة

نسبة كبيرة من السيدات ولا سيما الفتيات غير المتزوجات مصابون بأورام الرحم الليفية، لكن الأمر لم يعد مرعبًا كما كان في السابق، حيث أكد الأطباء أن اورام الرحم الليفية في الأغلب لا تكون سرطانية، وغالبًا تكون حميدة وتستجيب للعلاج.

ما هي اورام الرحم الليفية؟

اورام الرحم الليفية هي اورام حميدة منتشر جدًا يظهر في كل سيدة من بين 3- 4 سيدات، ويظهر على مدار على العمر في سن الخصوبة أو الإنجاب أي بداية من سن 20 سنة حتى40 أو 45 سنة.

عادة يصاب باورام الرحم الليفية الحميدة نحو 75% من النساء خلال حياتهن، وتصل نسبة إصابة السيدات باورام الرحم الليفية إلى 50 % تقريباً في الفترة العمرية من 30 إلى 50 عامًا.

و اورام الرحم الليفية هي اورام تنمو في عضلة الرحم، وهي عضلة ملساء موجودة مع بلوغ السيدة، ويبدأ الرحم في الكبر وقد يظهر به نتوءات .

وتلك النتوءات عبارة عن جزء من العضلة حدث به تليف وهذا التليف يتحول إلى ورم حميد وليس سرطاني، وقد يكون هذا داخل الرحم، أو في عضلة الرحم أو خارج الرحم.

وتصيب اورام الرحم الليفية الجزء العضلي من جدار الرحم عند السيدات بنسبة من 25 إلى 30%، وتختلف أحجامها وأماكن ظهورها وأعدادها، وقد لا يظهر لها أي اعراض عند 25% من السيدات.

أسباب اورام الرحم الليفية                            

اورام الرحم الليفية تظهر بدون سبب محدد؛ ولكن هناك عوامل تزيد نسبتها ومعدل نموها، وفي مقدمتها زيادة نسبة هرمون الأستروجين في الدم، وهذا يحدث مع السيدات اللاتي يتأخرن في الإنجاب أو في الزواج.

كما يوجد استعداد وراثي في الإصابة بالمرض، كما أن له علاقة بلون البشرة فالسيدات ذات البشرة السمراء اكثر تعرض للإصابة بالأورام الليفية. كذلك يقال أن الاورام الليفية لها علاقة بالتلوث والهرمونات الموجودة في بعض المأكولات.

لكن المطمئن في تلك الأورام أن 50% أو أكثر ليس له اعراض ، ويكتشف الورم بالصدفة، وهنا نكتفي بمتابعته طالما أنه لا يسبب أي مشاكل او أعراض.

وحجم الورم الليفي يتراوح من ملم لا ترى بالعين المجردة إلى أحجام كبيرة جدًا لكنها حالات نادرة يصل فيها حجم الورم لربع كيلو ونصف كيلو، حتى هذه الحالات لا يجب أن تقلق لأنه ورم حميد لكنه بدأ من سن مبكر ومع عدم المتابعة زاد حجمه.

اماكن تواجد اورام الرحم الليفية

أكثر نوع شائع هو الورم داخل عضلة الرحم، وهنا أيضًا لابد أن نعرف هل الورم بأكمله موجود داخل العضلة ويمتد لتجويف الرحم والبطانة.

أم أن الورم داخل العضلة ويمتد للخارج فتتكون التصاقات مع الأعضاء الخارجية ويؤثر على المريضة بشكل عام.

ويعتبر الورم داخل تجويف الرحم هو أسوأ نوع، لأن تجويف الرحم هو الجزء الذي يمر منه الحيوان المنوي، ومجرد وجود الورم يجعل الرحم يرفض الحيوان المنوي، كما أن الحيوان المنوي ضعيف بمجرد ما يدخل الرحم يعترضه الورم فيغير اتجاهه.

اماكن الاورام الليفية

السن الشائع للاصابة باورام الرحم الليفية

اورام الرحم الليفية تصيب أي سيدة سواء متزوجة أم لا، لكن السن الشائع له من أوائل الثلاثينات حتى نصف الأربعينات أي في سن الخصوبة.

لكنه أكثر شيوعًا في غير المتزوجات خاصة بعد سن الخامسة والثلاثين.

تشخيص اورام الرحم الليفية

اورام الرحم الليفية قد تظهر في الأشعة ، فأثناء كشف أمراض النساء يشعر الطبيب أن الرحم كبير أو متعرج أو به نتوءات، بالتالي يضطر إلى إجراء أشعة موجات فوق صوتية والمعروفة بالسونار والتي توضح مكانه وحجمه وعلاقته بتحويف الرحم.

والموجات الصوتية عبارة عن أشعة بسيطة تتم في عيادات امراض النساء سواء السونار عن طريق البطن أو المهبل، ويتم من خلاله التشخيص.

وقد يحتاج الطبيب إلى منظار استكشافي يوضح حجمه وعدده لأن الحجم قد يكون غير واضح في السونار، فضلًا عن أن السونار قد يظهر ورم أو اثنين، وعندما نستخدم المنظار نجد عدد الأورام 6 أو 7 أورام.

الاورام الليفية وتأخر الحمل

الرحم به العديد من الاسباب قد يؤدي لتأخر الحمل، وأحد المشاكل الأكثر شيوعًا هي الأورام الليفية في الرحم، وهي مختلفة في أماكن وجودها وأحجامها، فكل مكان له نسبة خطورة إذا تواجد به الورم الليفي.

وأخطر مكان يتواجد به الورم اليفي إذا كان الورم موجود ناحية تجويف الرحم وهو المكان الذي تغرس فيه البويضة المخصبة لتكوين الجنين، والورم الليفي يمنع استقرارها ويحدث اجهاض.

وقد يكون الورم موجود عند نقطة التقاء الرحم بقناة فالوب، وهنا الورم يضغط ويؤدي لانسداد نقطة التقاء البويضة بالحيوان المنوي، فيمنع وصول البويضة للرحم.

والأورام الخارجية الموجودة على السطح الخارجي للرحم أقلها خطورة، لكن الأورام الداخلية التي تشغل تجويف الرحم أكثر خطورة وتؤدي لمنع الحمل وتكوينه من الأساس أو الاجهاض المتكرر.

وأحيانًا تكون الأورام الليفية موجودة ونتعامل معها كمتابعة ولا تشكل عائق ويتم الحمل بصورة سليمة، فليس كل سيدة تعاني من ورم ليفي حتى وإن كان داخل تجويف الرحم يكون هو السبب في منع أو تأخير الحمل.

وفي الأغلب الورم الليفي ليس له علاقة بتأخير الحمل، ولكن في بعض الاحيان القليلة يكون سبب لتأخير الحمل، بالتالي نحتاج التدخل وإزالته حتى يحدث الحمل بصورة طبيعية.

وكثير من السيدات تكتشف اورام الرحم الليفية أثناء الحمل، وغالبًا تلك الأورام لا تؤثر على الحمل بأي صورة، لكن الأورام الليفية تكبر مع الحمل ونتابعه مع الحمل، ولا يوجد مشكلة من كبر حجمه مع الحمل، ثم يعود لحجمه الطبيعي بعد الولادة.

وهناك نسبة قليلة بسبب الورم تتعرض السيدة لإجهاض متكرر إذا كان داخل تجويف الرحم، بالتالي نحتاج إلى إزالة الورم قبل الحمل الذي يليه.

وفي بعض الأحيان يكون الورم الليفي عدد كبير وحجمه أيضًا تسبب ولادة مبكرة، وهنا نحتاج إزالته قبل الحمل التالي.

ونسبة قليلة جدًا لديها أورام تحت الجنين مثل ورم عنق الرحم وهو ما يعيق الولادة الطبيعية.

ويمكن إزالة الكثير من الأورام الليفية أثناء القيصرية، في حالة أن إزالة الاورام الليفية أثناء القيصرية لن تضر الرحم أو تضر المريضة.

إزالة اورام الرحم الليفية وحدوث الحمل

الشائع عن أن إجراء العملية يعوق الزواج أو الحمل غير صحيح، فجراحة إزالة الأورام الليفية سواء بالمنظار أو الجراحة التقليدية إذا تم إجراؤها بتكنيك مضبوط تحتاج السيدة بعد ذلك إلى المتابعة فقط، ويمكن أثناء الزواج يحدث حمل طبيعي ومن أول يوم زواج.

وليس كل سيدة تجري عملية إزالة أورام ليفية تعاني من مشكلة في حدوث الحمل بعد ذلك أو تأخره، لأن ذلك يعتمد على دقة العملية ومكان الورم وحجمه.

وجراحة إزالة الاورام هي جراحة تحافظ على الرحم في المقام الاول، وليس فقط تحافظ على وجوده إنما موجود ويقوم بوظيفته بشكل طبيعي، من ناحية الدورة الشهرية ومن الناحية الأهم هي حدوث الحمل واكتماله.

استئصال الرحم

الأورام الليفية لا تسبب تأخر حمل في كل الحالات

أعراض اورام الرحم الليفية

اورام الرحم الليفية في معظمها أورام صغيرة عدم سنتيميرات أو ملليمترات، ولا تسبب أعراض، والورم قد يسبب أعراض إذا كان داخل تجويف الرحم ومن تلك الأعراض:

1- تشتكي السيدة من حدوث نزيف زيادة عن عدد أيام الدورة الشهرية، أو أن تكون المدة نفسها ولكن كمية الدم كثيرة.

2- حدوث خلل في انتظام الدورة الشهرية، وينزل دم في الفترة بين الدورتين، وبالتالى يحدث إعياء شديدة للسيدة نتيجة هبوط نسبة الحديد والهيموجلوبين.

3- آلام الطمث وهذا يحدث في حالة وجود أورام داخلية تسبب انقباضات في عضلات الرحم.

4- كثرة التبول نتيجة الضغط على المثانة، وإذا كان الورم من الخلف يضغط على المستقيم ويؤدى إلى صعوبة فى التبرز.

5- الضغط على الجهاز الهضمي يتسبب في عسر الهضم و شدة الإمساك.

6- الضغط على التجويف البيروتوني, وخاصة في الأورام السطحية ذات العنق الطويل ويؤدي ذلك إلى استسقاء بالبطن.

7- تأخر الحمل أو الإجهاض المتكرر وغيرها.

8- الورم يتغذى على دم المريضة فنجدها تعاني من أنيميا حادة لدرجة تهدد الحياة، وتشتكي من الدوخة، الزغللة، مجهودها قليل، انعدام التركيز.

الأورام الليفية الرحمية.. التشخيص

تأثير الأورام الليفية على العلاقة الحميمة

يمكن أن تتداخل اورام الرحم الليفية الكبيرة مع قدرة المرأة على ممارسة العلاقة الحميمة مع شريكها وممارسة الجماع. حيث تظهر معظم الاعراض اثناء العلاقة نتيجة وجود اورام ليفية:

  • الم اثناء الجماع وذلك نتيجة ضغط الاورام الليفية في الرحم، تشعر المرأة بالألم وعدم الراحة أثناء ممارسة الجنس. من الممكن أيضًا حدوث نزيف بعد الجماع.
  • قلة الرغبة الجنسية وذلك نتيجة تعرض المريضة لزيادة الضغط على الحوض من خلال الاورام الليفيةمما يؤدي الي الشعور بالقلق من الألم المتوقع الذي قد يحدث.
  • التعب: قد يؤدي الى نزيف الحيض الغزير التعب أو الشعور المستمر بالإرهاق. تجد العديد من النساء صعوبة في الحفاظ على مستويات طاقة كافية لممارسة الجنس.
  • صورة الجسم: تشعر بعض النساء بالخجل تجاه أجسادهن بسبب الانتفاخ أو تضخم البطن. قد يتجنب المرضى الذين يعانون من الأورام الليفية الجماع تمامًا بسبب هذه المشاعر.

علاج أورام الرحم الليفية

هناك أكثر من طريقة للتخلص من الأورام الليفية. ولكن قد تكون السيدة مصابة بالورم الليفي ولا تحتاج علاج، بمعني أنه إذا الورم الليفي حجمه 2سم وموجود خارج الرحم، هنا لا نتدخل فقط نكتفي بالمتابعة في هذا النوع من الأورام.

وإذا لم يزد حجمالورم الليفي لا يحتاج علاج في المقام الاول، فقط متابعة، ونادرًا ما يكبر او يؤدي الي أعراض وحينها يمكن أن نتدخل.

كما أن علاج الورم الليفي قد يكون بعض الأدوية البسيطة لبعض الأعراض مثل زيادة كمية الدورة الشهرية فتأخذ السيدة دواء أثناء الدورة يقلل من كميتها.

وإذا كانت السيدة تعاني من آلام أثناء الدورة تأخذ مسكنات، وفي الورم الليفي يحدث بعض التغيرات أدت إلى حدوث التهاب في الورم أو تغيرات في الورم وهي تحتاج إلى علاج لمدة يومين أو أسبوع.

والطريقة الثالثة هي التدخل الجراحي وينقسم إلى نوعين؛ تدخل جراحي بالمناظير وهي نوعين أيضًا منظار البطن ومنظار الرحم، والنوع الثاني هو التدخل الجراحي التقليدي وهو الجراحة.

والتدخل الجراحي لا يعني أن السيدة لديها مشكلة أبدية بعد العملية، وليس لها أي تأثير على فرص الحمل المستقبلية، وبدون نزيف أو انسداد في الأنابيب، كما أنها بسيطة لا تستدعي الحجز في المستشفى.

وإذا كانت السيدة غير متزوجة ومصابة بورم ليفي، هنا نحاول قدر الإمكان الحفاظ على الرحم وعدم استئصاله، فإذا كان عدد الأورام قليل وحجمها صغير يمكن استئصال الورم بالمنظار والمضاعفات بسيطة.

لكن إذا كان شكل وحجم الورم كبير لا نتدخل قدر الامكان حتى تتزوج السيدة وتنجب.

وفي حالات سيئة جدًا لا حل سوى استئصال الرحم وهى حالات النزيف المتكرر الذي لا يتوقف، لكن فى الأغلب نحافظ على الرحم ونأخذ أدوية تقلل الألم ونزول الدم.

استئصال الورم الليفي

يمكن اكتشاف الأورام الليفية قبل الزواج، وبمجرد التشخيص يتم استئصاله بالمناظير، ولابد أن تستمر السيدة فترة 3 شهور بعده دون حمل.

واستئصال الورم بالمنظار لا يتسبب في أي ألم مع جرح صغير وشكل جمالي، ويمكن استئصال أورام حتى 12 سم بالمنظار، لكن بسبب خوف بعض الناس من فتح البطن يمكن استئصال حجم أكبر من الأورام من فتحة 1 سم.

وجراحة إزالة الأورام سواء بمنظار البطن او الرحم أو الجراحة التقليدية، هي جراحة لإزالة الأورام من عضلة الرحم مع الحفاظ الرحم.

ونادرًا ما يلجأ الطبيب إلى استئصال الرحم بسبب وجود أورام ليفية، وهي أن يكون سن السيدة كبير فوق الخمسين، وأن يكون عدد الأورام وحجمها كبير جدًا، أي أن الرحم لا يمثل مشكلة في إزالته بالنسبة للسيدة.

لكن كل من هم أصغر من ذلك السن ويفكرن في الإنجاب، فإن جراحة إزالة الأورام الليفية هدفها الحفاظ على رحم سليم طبيعي قابل لحدوث حمل به.

وإزالة الأورام الليفية بالجراحة كما تحافظ على الرحم ووجوده ووظيفته، تحافظ على قدرتها على الإنجاب، وبعد إزالة الأورام الليفية السيدة يمكن أن تحمل بصورة طبيعية.

تحول الأورام الليفية الي أورام خبيث

إمكانية تحول الورم الليفي لورم خبيث ضئيلة جدًا ولا تتخطى من نصف إلى 1%، فهى أورام حميدة بنسبة 99%.

ويمكن توقع التحول إلى ورم خبيث من خلال الدوبلر إذا كانت كمية الدم الواصلة للورم كمية كبيرة غير الوضع الطبيعي.

كما أن المريض تنزل في الوزن بسرعة كبيرة جدًا، وهنا نتوقع أن الورم يمكن أن يتحول لخبيث.

وإذا كان الورم خبيث، نستئصله بسرعة عن طريق المنظار، وتستكمل المريضة علاجها الكيماوي بعد ذلك بسرعة.

ومن المهم متابعة الورم كل 6 شهور، نطمئن بالألترا ساوند بأنه ما زال في حجمه، لكنه في الطبيعي الورم الليفي من الأورام الهادئة جدًا.

عودة أورام الرحم الليفية بعد العلاج

بعد إزالة أورام الرحم الليفية لا يمكن القول بأنه لن يحدث نمو لورم ليفي مرة ثانية، لأن من تكون لديها ورم ليفي أو أكثر جزء من عضلة الرحم لديها تحول إلى تليف.

هذا الجزء تم إزالته لكن الرحم لديه استعداد نتيجة عوامل وراثية أو بيئية لظهور ورم ليفي و ينمو مرة اخرى. لكن ليس معنى ان الأورام الليفية بدأت تتكون مرة ثانية أنها سوف تجري الجراحة مرة أخرى فالكثير عندما يظهر الورم مرة أخرى قد يكون خ

Scroll to Top