عملية استئصال الرحم هو إجراء جراحي يهدف إلى إزالة الرحم بالكامل نتيجة الاصابة ببعض المشاكل، وفي السابق كانت عملية استئصال الرحم تمثل هاجز كبير عند العديد من السيدات ولكن مع التطور العلمي اصبحت عملية استئصال الرحم تعطي اعلى النتائج واقل مضاعفات. وتعتبر عملية استئصال الرحم من بين أكثر الجراحات شيوعًا لدى السيدات، وغالبًا ما يتم اللجوء اليي جراحة استئصال الرحم لعلاج مشاكل صحية متعددة مثل الأورام الليفية، والنزيف الحاد، و السرطان. وعلى الرغم من أن عملية استئصال الرحم قد يكون أفضل خيار علاجي في بعض الحالات، إلا أنه يمكن أن يكون قرارًا صعبًا ومؤثرًا على حياة السيدة. وفي هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كل ما يخص عملية استئصال الرحم، بدءًا من الأسباب التي تدعو لاستئصال الرحم ، وصولًا إلى التعافي والمضاعفات المحتملة.
اسباب استئصال الرحم
– اورام الرحم الليفية :
وهي اورام تنمو في عضلة الرحم، وهي عضلة ملساء موجودة مع بلوغ السيدة، ويبدأ رحم المرأة في الكبر وقد يظهر به نتوءات .وتلك النتوءات عبارة عن جزء من العضلة حدث به تليف وهذا التليف يتحول إلى ورم حميد وليس سرطاني، وقد يكون هذا داخل أو خارج الرحم، أو في عضلة الرحم . و هناك بعض الاورام الليفية تتسبب في أعراض حادة هي الأكثر شيوعًا وتؤثر علي الجسم مثل النزيف الشديد، وآلام الحوض، واضطرابات في الجهاز البولي أو الهضمي، قد يكون استئصال الرحم هو الحل النهائي لتخفيف هذه الأعراض.
– النزيف الرحمي غير الطبيعي:
هناك بعض الحالات يحدث لها نزيف رحمي بشكل شديد ومفزع, وفي حالة عدم قدرة الأدوية أو أحد الإجراءات الجراحية الأقل توغلاً على السيطرة على عدم انتظام الدورا الشهرية أو غزارة الحيض أو طول مدة الطمث، فقد تكون هناك حاجةمن الطبيب المعالج لاستئصال الرحم.
– سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي:
في حالة الإصابة بسرطان في الرحم أو عنق الرحم أو بطانة الرحم أو المبيض، أو ظهور تغيرات محتملة التسرطن، قد يوصي الطبيب المعالج باجراء عملية لاستئصال الرحم.
– بطانة الرحم المهاجرة :
وهي البطانة الرحمية الموجودة داخل الرحم، ولسبب أو لآخر تركت الرحم وزرعت في مكان آخر. وهي مرض ما زال يحيطه الكثير من الغموض حول أسباب الإصابة به، وقد يستغرق تشخيصه وقتًا طويلاً. وهناك بعض الحالات المصابة ببطانة الرحم المهاجرة والتي تسبب اعراضا شديددة قد تكون عملية استئصال الرحم الخيار الامثل للقضاء عليها .
– سقوط الرحم :
وهو انزلاق للرحم من مكانه الطبيعي الي داخل المهبل والذي يحدث في الغالب بسبب ضعف العضلات الداعمة للرحم. والسقوط الرحمي قد يسبب بعض المشاكل منها ,صعوبة التبول, الضغط على الحوض, الم الظهر, وفي بعض الحالت المتقدمة قد يلجأ الطبيب الي استئصال الرحم لتخفيف الاعراض
– آلام الحوض المزمنة:
ألم مستمر في منطقة الحوض لمدة كبيرة لا يزول مع العلاجات التقليدية. وفي بعض الحالات، إذا كان مصدر الألم مرتبطًا بمشاكل مثل الأورام الليفية، قد يتخد الطبيب اجراء لاستئصال الرحم كجزء من العلاج.
– مضاعفات الولادة:
في حالات نادرة، قد يحدث نزيف حاد أو عدوى بعد الولادة يمكن أن تهدد حياة الأم. ولا توجد خيارات أخرى فعالة لوقف النزيف أو السيطرة على العدوى، قد يكون استئصال الرحم هو إجراء وحيد منقذ لحياة السيدة .
ما هي طرق استئصال الرحم ؟
هناك طرق مختلفة تستخدم في جراحة استئصال الرحم وقد يلجأ الطبيب لاي طريقة منهم حسب تقييم حالة المريض وسوف نتحدث بالتفصيل في السطور القادمة عن كل طريقة :-
استئصال الرحم عن طريق البطن:
يتم إجراء جراحة استئصال الرحم عن طريق شق افقي او رأسي مشابه لجرح القيصرية في الجزء السفلي من البطن. ويبلغ طول الجرح خوالي من 10 الي 20 سم, ثم يتم إزالة الرحم عن الأربطة والأوعية الدموية المحيطة به وقد يتم أيضًا إزالة المبيض أو قناتي فالوب إذا كانت الحالة تتطلب ذلك. بعد إزالة الرحم.
ويتم اللجوء إلى إجراء عملية استئصال الرحم عن طريق البطن في الحالات التالية:
– اذا كانت هناك اورام ليفية او سرطانية كبيرة الحجم مما يصعب مهمة استئصال الورم بالطرق الاخرى.
– هناك بعض الحالات التي تعاني من وجود التصاقات شديدة جدا نتيجة تعرض الحالة الي جراحات سابقه او اصابتها ببطانة الرحم المهاجرة بدرجة متقدمة، مما يجعل من الصعب إجراء الازالة بالطرق الاخرى بالمنظار أو عبر المهبل ويتم التدخل الجراحي عن طريق فتح البطن .
– هناك بعض الحالات التي تعاني من السقوط الرحمي الحاد ولكنها لا يفيد معه إجراء الاستئصال بالطرق الاخرى ونضطر لاستئصال الرحم عن طريق البطن عند تدلي الرحم
مميزات استئصال الرحم عن طريق البطن:
– الرؤية تكون واضحة الي الجراح ومباشرة للاعضاء التناسلية والبطن ، وهذا يكون مناسبًا للحالات المعقدة في إزالة الرحم .
– التعامل مع الالتصاقات الشديدة التي قد تكون موجودة نتيجة جراحات سابقة أو حالات طبية معينة.
– القدرة على تعديل خطة الجراحة أثناء الإجراء بناءً على ما يراه الطبيب.
عيوب جراحة استئصال الرحم عن طريق البطن:
– فترة التعافي بعد العملية كبيرة مقارنة بالطرق الأخرى.
– قد تشعر المريضة بألم أكبر بعد إزالة الرحم جراحيا بصورة أعلى مقارنة بالطرق الاخرى.
يترك الجرح ندبة واضحة قد تكون كبيرة نسبيًا مقارنة بالشقوق الصغيرة المستخدمة في الطرق الأخرى.
استئصال الرحم عن طريق المهبل:
في الغالب بتتم عملية استئصال الرحم عن طريق المهبل بتخدير كلي، وبعض الحالات يمكن استخدام التخدير النصفي (الإبيديورال أو النخاعي).جراحة استئصال الرحم من اسفل تتم بإجراء فتحة في الجزء العلوي من المهبل.بعدها يتم فصل الرحم عن الأربطة المحيطة به والأوعية الدموية باستخدام أدوات جراحية دقيقة. بعد فصل الرحم عن الأنسجة المحيطة، يتم إخراجه من اسفل.إذا لزم الأمر، يمكن إزالة المبيضين أو إزالة قناتي فالوب في نفس الوقت.:بعد استئصال الرحم، يتم خياطة الجرح باستخدام خيوط جراحية قابلة للذوبان.
ويتم اللجوء إلى استئصال الرحم عن طريق المهبل في الحالات التالية:
– سقوط الرحم
عندما يحدث سقوط للرحم من موقعه الطبيعي في الحوض إلى داخل المهبل، مما يسبب أعراضًا مثل الضغط على الحوض أو مشاكل في التبول.مما يجعل الطبيب اللجوء الي استئصال الرحم.
– الأورام الليفية الصغيرة
اذا كان استئصال الرحم نتيجة لوجود اورام ليفية صغيرة الحجم تسبب مشاكل تؤدي الي استئصال رحم المرأة.
– عدم وجود التصاقات كثيرة وشديدة
في حالة ان المريضة لا تعاني من وجود التصاقات شديدة في منطقة الحوض.
– النزيف المهبلي الغير طبيعي
عندما تكون هناك حاجة لإزالة الرحم لعلاج النزيف غير الطبيعي الذي لم يستجب للعلاجات الأخرى.
– صغر حجم الرحم
مميزات استئصال الرحم عن طريق المهبل:
– لا وجود لندبات مرئية حيث انه لا يوجد جرح ظاهرا في منطقة البطن ، مما يحسن المظهر الخارجي للمريضة بعد الجراحة.
– فترة تعافي أقصر مقارنة بالجراحة عن طريق البطن.
– ألم أقل بعد الجراحة مقارنة بالشق البطني.
– مضاعفات أقل بشكل عام، هناك خطر أقل لحدوث مضاعفات مثل العدوى أو النزيف مقارنة بالجراحة عن طريق البطن.
عيوب استئصال الرحم عن طريق المهبل
– يواجه الطبيب رؤية محدودة للأعضاء الداخلية، لذلك لا يستحب استخدام هذا الاجراء في الحالات المعقدة. إذا كانت المريضة تعاني من أورام كبيرة، التصاقات شديدة، أو إذا كان هناك شك في وجود سرطان يتطلب استئصالًا دقيقًا.
– هناك احتمال ضئيل لحدوث إصابة للأعضاء المحيطة مثل المثانة أو الأمعاء أثناء الجراحة.
– في حالة استئصال المبيضين مع ، قد يكون الوصول إليهما أصعب مقارنة بالجراحة البطنية.
استئصال الرحم بالمنظار :
يعتبر المنظار من اكبر واعظم الاضافات التي حدثت في عالم التخصص الطبي. والمنظار لعب دور مهم جدا في رفع نسب نجاح العمليات الخاصة النساء بشكل عام وفي جراحة استئصال الرحم بشكل خاص, واستئصال الرحم بالمنظار هو عبارة عن إجراء جراحي يُستخدم لإزالة الرحم باستخدام تقنية منظار البطن. في هذه الجراحة، يتم إجراء العملية من خلال شقوق صغيرة جدا في البطن، مما يتيح للجراح رؤية الأعضاء الداخلية وإجراء الجراحة باستخدام أدوات دقيقة وكاميرا صغيرة (منظار) تعرض صورة مباشرة للأعضاء الداخلية على شاشة عرض.
هناك بعض الحالات التي يتم اللجوء فيها لاستئصال الرحم بالمنظار منها :
– الاورام الليفية المتعددة إذا كانت الأورام الليفية متوسطة الحجم وتسبب أعراضًا مثل الألم الشديد أو النزيف غير الطبيعي.
– الاورام السرطانية بالرحم ويتم استئصال الغدد الليمفاوية المصابة مع الرحم بالمنظار.
– أورام المبايض ويتم استئصال الرحم والغدد الليمفاوية المصابة.
– وجود تليف بالرحم مما يؤدي الى نزيف أو دورة شهرية غزيرة
– حالات السقوط الرحمي التي لاتستدعي التدخل عن طريق فتح البطن
مميزات استئصال الرحم بالمنظار :
– عدم وجود جرح بالبطن.
– سرعة التعافي من الجراحةوقلة فترة النقاهة.
– تقليل نسبة حدوث مضاعفات الجراحة التقليدية من النزيف او الفتق الجراحى وألم الجرح التقليدى بالبطن مع تقليل استخدام المسكنات.
– الاستئصال الامن للرحم لأصحاب الاوزان العالية.
عيوب استئصال الرحم بالمنظار :
– الامكانيات المحدودة في الحالات المعقدة مثل الاورام الليفية الكبيرة او وجود التصاقات شديدة مما يجعل اختيار تقنية المنظار ليس الافضل.
– التكلفة المرتفعة بسبب استخدام الأدوات المتقدمة والتقنيات الحديثة.
– وقت العملية اطول
تعليمات مهمة بعد العملية
– الراحة التامة في الأيام الأولى التي تعقب العملية
– الالتزام بالأدوية في أوقاتها المحددة وبانتظام.
– تنظيف الجروح الناتجة من العملية بانتظام لتجنب العدوى.
– عدم رفع أشياء ثقيلة في الفترة الأولى بعد العملية.
– عدم الجماع في الفترة الأولى بعد العملية.
استئصال الرحم والعلاقة الحميمية
هناك مجموعة من الآثار الجانبية عادة تحدث بعد عملية ازالة الرحم تؤثر علي العلاقة الجنسية بين الزوجين وهناك بعض العوامل تلعب دورا مهما في ظهور هذه التأثيرات, مثل نوع الجراحة، الحالة الصحية العامة، والتأثيرات النفسية.وقد تحتاج السيدة الي مدة تستغرق عدة أسابيع للتعود علي الوضع وتعود الي الحياة الطبيعية.
– التأثيرات الجسدية
1- فقدان القدرة علي الحمل و الإنجاب وهذا الامر يؤثر علي مشاعر المرأة وبالتالي يؤثر علي العلاقة الزوجية.
2- حدوث تغييرات في الرغبة الجنسية. لأن هناك بعض الحالات التي يحدث لها بعض التغييرات الهرمونية نتيجة ازالة الرحم والمبيضين او نتيجة لعوامل نفسية.
3- جفاف المهبل الذي يحدث في بعض الحالات مما يجعل العلاقة الجنسية غير مريحة ومؤلمة. ولكن يمكن التعامل مع هذه الحالات من خلال استخدام مواد مرطبة او استخدام علاج هرموني بديلة تحت اشراف طبي.
4- هناك بعض التأثيرات النفسية التي تحدث بنسبة عالية وذلك نتيجة الشعور بفقدان جزء من الانوثة وهذا يؤثر علي السيدة نفسيا في العلاقة الزوجية.