بطانة الرحم هي الغشاء الداخلي المبطن لجدار الرحم الداخلي، وتعمل على منع الالتصاقات بين الجدار الداخلي للرحم حتى يظل مجوفاً.
وتنمو البطانة أثناء الدورة الشهرية من حيث السمك وكثافة الأوعية الدموية والغدد بحيث يمكن استقبال الجنين إذا كانت قد حدث الإخصاب.
الرحم
يتكون الرحم من ثلاث طبقات هي؛ الطبقة الداخلية والطبقة الوسطى والطبقة الخارجية.
ويطلق على الطبقة الداخلية من الرحم البطانة. وحجم البطانة يتغير باستمرار، خاصة خلال فترة الدورة الشهرية،.
وشهريًا تتمدد البطانة لتجهيز استقبال الجنين ثم تتقلص في حال عدم حدوث حمل.
ولابد أن تكون البطانة سميكة حتى يحدث الحمل وتتحمل انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم ونزول الدورة الشهرية بشكل منتظمة.
كما أنها مسئولة عن تغذية الجنين طيلة فترة الحمل.
والسمك المقبول للبطانة هو 8 ملليمتر، ولكن إذا قل هذا السمك عن 7 ملليمتر فهذا يجعلها ضعيفة.
وهو ما يعني أنه لن تتم عملية انغراس البويضة المخصصة في الرحم بالتالي لن ينجح الحمل.
طبقات بطانة الرحم
تتكون البطانة من أنسجة مخاطية، وهي عبارة عن طبقتين:
1- طبقة قاعدية: وهي المسئولة عن ربط البطانة بعضلة الرحم.
2- الطبقة الوظيفية: وتلك تتغير شهرياً وفق التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، وهي المكان الذي تزرع به البويضة المخصبة إذا حدث حمل.
لكن في حالة عدم حدوث حمل ونزول الدورة الشهرية يتم طرح ما يقارب ثلثي الطبقة الوظيفية وتبقى الطبقة القاعدية لتجديد البطانة للدورة التي تليها.
أمراض تصيب البطانة
البطانة معرضة للإصابة بعدة أمراض منها:
– ضعف البطانة.
– البطانة المهاجرة.
– سرطان الرحم.
ضعف البطانة
تعاني السيدات المصابات بضعف البطانة من صعوبة بالغة في الحمل، فهناك علاقة وثيقة بين سمك الرحم وحدوث الحمل وتطوره.
يتحكم هرموني الإستروجين والبروجستيرون في سمك البطانة، مما يجعل نقصهما من أهم أسباب ضعف البطانة الداخلية للرحم، إضافة إلى عدة أسباب أخرى منها:
1- عدم تدفق الدم بصورة طبيعية لمنطقة الرحم.
2- مشكلة صحية في أنسجة البطانة.
3- الإستخدام الخاطئ لبعض الأدوية: مثل منشطات المبايض أو أدوية منع الحمل.
4- تليف الرحم حيث تظهر كتلة كبيرة بالرحم تسبب تشوهات به وتؤدي إلى ضعف البطانة.
5- قد تولد بعض السيدات ببطانة ضعيفة.
6- سرطان الرحم.
ومن أعراض ضعف البطانة:
– عدم انتظام الدورة الشهرية.
– تأخر الحمل والعقم.
– قلة كمية الدم خلال الدورة، وألم شديد خلالها.
ويتم تشخيص إصابة السيدة بضعف البطانة عن طريق الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي، ويمكن أيضًا عمل تنظير للرحم لمعرفة السبب بشكل دقيق، وبعد ذلك تأتي خطوة العلاج.
البطانة المهاجرة
والبطانة المهاجرة تعني تواجد البطانة خارج تجويف الرحم لذا يطلق عليها مهاجرة، فقد نجدها في الحوض، حول أنابيب فالوب، على المبيض.
ويمكن أن يصيب هذا المرض أي سيدة في مرحلة الخصوبة، لكنه أكثر شيوعًا في الفئة العمرية من 30 إلى 40 عامًا.
وقد يلعب العامل الوراثي دور في الإصابة بالبطانة المهاجرة، كما أن المرض قد يصيب النساء اللواتي يتعرضن لفترات حيض تدوم أكثر من سبعة أيام.
كما يوجد عوامل خطورة تزيد من الإصابة بالبطانة المهاجرة ومنها؛ بدء الدورة الشهرية في سن صغير نسبيًا، وتأخر الإنجاب، وارتفاع نسبة هرمون الاستروجين في الجسم، فضلا عن انقطاع الدورة الشهرية في عمر كبير.
ومن أهم الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالبطانة المهاجرة: ألم شديد في البطن والحوض وأسفل الضهر، ألم شديد أثناء الدوره الشهرية وقبلها، نزيف مهبلي.
أيضاً من الأعراض نزول دم غزير أثناء الدورة الشهرية، تأخر الإنجاب، ألم أثناء العلاقة الزوجية، وقد تحدث الإصابة بدون أي أعراض.
ولأن البطانة المهاجرة قد تصيب السيدة في أي عمر، لذا إذا كانت السيدة صغيرة في السن لم تتزوج أو تزوجت حديثًا ولم تنجب؛
هنا نحاول قد المستطاع تقليل التدخل بالمناظير أو الجراحة ونلجأ لأشياء بسيطة للحفاظ على مخزون المبيض حتى يمكنها الحمل.
بطانة الرحم المهاجرة.. أسبابها وأعراضها
الالتصاقات
وهي من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الحمل. ويتعرض الرحم للإلتصاقات نتيجة حدوث التهابات سواء ناتجة عن مشاكل الولادة أو التعرض للإجهاض أو انسداد قنوات فالوب أو إصابة البطانة الداخلية بنوع من البكتيريا.
ومن أعراض التصاقات الرحم نزيف غير طبيعي من الرحم، العقم، ألم الحوض، عسر الطمث، الإجهاض المتكرر.
والعلاج يهدف بشكل أساسي إلى إعادة الرحم إلى حجمه وشكله الطبيعي.
سرطان بطانة الرحم
قد يطلق عليه أيضاً سرطان الرحم، وهو إحدى أنواع السرطانات التي تصيب الرحم. وتبدأ الإصابة به من البطانة الداخلية.
ويتم الكشف عن سرطان الرحم في المراحل الأولى نتيجة الأعراض التي تلازمه ومنها؛ النزيف الدموي ما بين فترات الدورة الشهرية، أو نزيف دم في مرحلة انقطاع الطمث، إضافة إلى ألم في منطقة الحوض.
استئصال بطانة الرحم
ويتم خلاله استئصال البطانة مما يساعد على تقليل النزيف أثناء الدورة الشهرية، وقد يتوقف تدفق الدورة تمامًا عند بعض النساء.
ونلجأ إلى اﻻستئصال لعلاج فقدان الدم الشديد أثناء الدورة الشهرية، وغزارة دم الدورة الشهرية، واستمرار النزيف لأكثر من ثمانية أيام، وكذلك انخفاض خلايا الدم الحمراء نتيجة النزيف.
وإذا خضعت السيدة لاستئصال البطانة، عليها استخدام وسيلة منع حمل دائمة لمنع حدوث الحمل.